لــــقــــاء بـــــعــــــــد الرحيــــــــــــــــل ....

لــــقــــاء بـــــعــــــــد الرحيــــــــــــــــل ....




بعد صبر اشتكت منه ليال العمر ....!


بدأ خطوته الأولى في ذلك الطريق ... والفرح يحوطه من كل جانب ... وارتسمت ابتسامات البراءة


على شفتيه ...


فكأنما ملك الدنيا بأكملها ولأول مرة يشعر بأن السعادة قد اجتمعت براحة يديه...!


أخذ يخطو بخطوات متسارعة ... وكأنما تحمله الفراشات على أجنحتها ... فم يعد يشعر بخطواته


على الأرض ...


بل أصبح كأنه طائر حب وسلام ...


فها هي تلك اللحظة التي انتظرها سنيناً طويلة قد أتت ...


فالسرور يجري في كل جزء من جسده ... وفي كل قطرة من دمه ... ولأول مرة يشعر بأن الزمن


يبتسم له ...


فهاهو يهيئ نفسه للقاء من أحبها بكل عنوان للحب ... وبكل لغة له ..


وفي المسافة الموصلة إليها أخذ يتهيأ للقاؤها ... ويبشر عيناه برؤياها ... أخذ يجمع .. ويرتب


الكلمات التي سيقولها لها ... والتي لا يستحقها سواها ...


أخذ يسأل نفسه ...


يا ترى هل ستساعدني ملائكة الحب ..؟


أم تتركني في دهشة الموقف حائراً في بحر عيناها ...؟


أم هل أستطيع النظر إليها ... أو تقبيلها ...؟


أسئلة جمة اختصرت عليه مسافة الطريق ...


ورويداً .. رويداً ... وكأنما تحط به تلك الفراشات ... على مهل ... ليجد نفسه في أرض بيضاء ...


تحوطها الأزهار من كل جانب ...


ويحوط بالأزهار نهر جارٍ ...


وفي وسط تلك الأرض شجرة كبيرة ...


طويلة الأغصان ...


كثيفة الأوراق ...


والهواء نسيم عليل يداعب الوجنات بحياء وخجل ...


حلة رائعة اكتملت بنجوم السماء المتلألئة ببريقها


السحري ..


نزل على تلك الأرض ... ووقف ليشاهد روعة النظر ... وسار ببطء نحو الشجرة ..


كيف سار ...؟


وكيف استطاعت قدماه أن تحمله ...؟


لا يدري ... فقد كانت الروح تسير ... وليس هو ... فالروح تهفو نحوها ... إلى أن وصل تحت


الشجرة ...


ولكن يا للهول ... لم يجد أحداً ... ولم يجدها هناك بحث .. نادى .. صرخ .. ولكن لا مجيب ... انتظر


وطال انتظاره ...


تملكه الخوف ... وشعر ببرودة تسري في جسده ... فرأى أثار خطوات على الأرض .. فانكب


عليها .. يقبلها ..


ويسألها عنها ...


وفجأة حانت منه التفاتة إلى غصن من أغصان الشجرة ... وكأن بها شيئاً غريباً .. فقام مسرعاً


وأخذه ... فإذا بها


رسالة منها ...


أخذ يفتحها وهو يقول : ربما غيرت المكان ...! ربما أجلت الموعد ...!


وما أن فتحها حتى وجدها تقول في رسالتها :

**************
(( وداعاً حبيبي .... وإذا أردت البحث عني ....


فإني هناك ... في زمن الرحيل ... أنتظرك بشوق ...!!!))
**************

فأخذ الرسالة .. وضمها إلى صدره .. واتكأ على جذع الشجرة .. وجلس .. وأغمض عيناه .. وبدأ


يتخيلها ..


وشيئاً فشيئاً .. أخذ يبحر في خياله ..


حتى وجدها هناك .. وعندما رأته ابتسمت له .. فابتسم لها...


ولكنه لم يفتح عيناه بعدها أبداً